الخميس، 15 يناير 2015

المفاهيم الاساسية للسنوات الثالثة أعدته سحر الكسابي

1-   اليومي : le quotidien
-          للفظ اليومي معاني معقدة جدا إلى حد أنه يصعب ضبط مفهوم أو معنى واضح لهذا اللفظ إذ أن كلمة اليومي يمكن أن تحيل على: الرتابة , الاجترار , الانغلاق , الخمول   والكسل الفكري , الرضى بالجاهز و التسليم به.
-         اليومي هو ما يتكرر كل يوم , ما يعود كل يوم على نفس الشاكلة من مدلولاته " الحياة اليومية " , " الواقع اليومي " العالم وهو متشكل في نظام يقوم على المعاودة و التشابه. يشمل " اليومي " كل مستويات حياتنا و يمتد إلى كل أبعاد وجودنا. يتعلق بمأكلنا        وملبسنا و أقوالنا و أفعالنا و رؤيتنا للأشياء . و هو حاضر في الأخلاق و المعتقدات      والسياسة والاقتصاد والإشهار والترفيه. إنه مرادف للمألوف الذي يجري على نفس الوتيرة. و لذلك فهو قابل للتوقع. فما حدث أمس يحدث اليوم و سيحدث غدا وبعد غد بلا مفاجآت و لا تقطع إلا على نحو عابر. فقد تهز فضيحة أخلاقية أو سياسية , محلية أو عالمية, نظام اليومي أيما هزة فتتشنج الأعصاب وتثور العواطف, ولكن على نحو عابر فحسب إذ سرعان ما يهدأ كل شيء ويعود الناس إلى سالف مشاغلهم منصاعين إلى مقتضياته. إن اليومي يمارس علينا سلطة يتطلب منا الخضوع و المسايرة فهو ليس فقط ما نشاهده أو نسمعه بل هو أيضا وفي جوهره الوسط الذي ننخرط فيه و القانون الذي علينا أن نطيعه.
-                حسب مارتن هيدغير في " تجربة الومي " ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم) : يرتقي اليومي من مجرد تجربة مكرورة    ومبتذلة الى نمط من أنماط وجودنا الإنساني.
-         حسب عبد الحميد جودة السحار في " سجناء اليوم " (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم) : اليومي هو الروتين والمكرور  والرتابة والقلق.
-         حسب فرانيي ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) : " اليومي هو هذا المجموع المختلط    والمتلبد الذي نسميه الحياة اليومية.  وتتبدى هذه الحياة في جوهرها متباينة. نجد فيها أحداث فكرية وأشياء و وضعيات و علاقات تواصل مع الآخرين و كلمات   ومشاهد. فاليومي لا يمكن رؤيته, هو ما نراه دون أن نبصره وما يتعارض مع التفكير الذاتي.
-         حسب كارل غسبرس  K.Jaspers : يسعى إلى تحديد مفهوم اليومي انطلاقا من نتائجه السلبية على الذات حيث يولد تبعية الإنسان أي حالة العبودية إذ يصبح الفرد عبدا لمنتوج ما و أيضا يولد حالة الجمود الفكري حيث يغيب الوعي عن الفرد  ويصبح هو ذاته كالآلة فيتولد لديه الإحساس بالضياع و التيه وبالتالي الاغتراب والاستلاب.
2-   الوثوقية ( الدغمائية) Dogmatisme :
-         الووثوقية لغة : مشتقة من فعل وثق, يثق, ثقة ,وموثقا, ووثوقا, ووثاقة الرجل بغيره :ائتمنه فهو واثق به ,والمفعول موثوق به, وهي موثوق بها, وهم موثوق بهم. " القاموس الجديد للطلاب "
- " معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية" : هي مذهب من يثق بالعقل و بقدرته المطلقة على إدراك الحقيقة و الوصول إلى اليقين وهي بهذا المعنى مقابلة للريبية                  ( scepticisme)و الدغمائية عموما هي صفة من يثق بعقله وبنظرياته ويعترف لها بسلطان عظيم دون التفكير في امكان اشتمالها على الخطأ و الظلال.
-         الدغمائية في نظر كانط  Kant : هي الميل الى التسليم بالمبادئ التي يعتمدها العقل منذ قديم دون البحث في طبيعة هذه المبادئ وشرعيتها وقيمتها أي دون القيام بنقد مبادئ العقل المحض وهي بهذا المعنى مقابلة للنقدية ( La criticisme) الكانطية .
-         باسكال: ان عجزنا عن الاستدلال لا تقدر على تجاوزه أية نزعة دغمائية وعلى العكس إن الفكرة التي نملكها عن الحقيقة لا تزعزعها أية نزعة شكية.
-         أرنست رينان E.Renan   : إننا نرمي عرض الحائط بكل من النزعة الشكية الساذجة  والنزعة الدغمائية المدرسية , فنحن إذن دغمائيون نقديون .
3-   الوهم : illusion  :
-         لغة: الوهم هو ما يقع في الذهن من الخاطر / الطريق الواسع (ج) أوهام , ووهوم, ووهم- يقال: لا وهم من ذلك أي لابد منه. (القاموس الجديد للطلاب)
-         فلسفيا: هو كل خطأ في الادراك أو الحكم أو التفكير و الاستدلال بشرط أن يكون خطأ طبيعيا, لأن الذي يقع فيه إنما تخدعه الظواهر. فالوهم هو أن يتمثل المرء في ذهنه صورا كاذبة أو ظواهر غير حقيقية يعتقد أنها موجودة حقا في الخارج مثلما يتمثلها في حين أنها غير موجودة على النحو الذي يتمثلها: مثال ذلك : رؤية العصا في الماء منكسرة في حين أنها مستقيمة,ورؤية البرج مستديرا في حين أنها بعيدة جدا       وعظيمة. و ينبغي التمييز بين الوهم والهلوسة (hallucination) . باعتبار أن الهلوسة تنشأ في غياب الموضوعات الخارجية.
-         فاليري (P.valéry ) : لا يعيش المجتمع إلا بالأوهام و كل مجتمع انما هو عبارة عن حلم جماعي . وتصبح هذه الأوهام أوهاما خطيرة عندما تكف عن الإيهام. و إما الكابوس فهو أن يستيقظ المرء من هذا النوع من الحلم.
-         جوبير (Joubert) : يحصل الوهم في الحواس و يحصل الخطأ في الأحكام. و يمكننا في نفس الوقت أن نتمتع بالوهم وأن ندرك الحقيقة. ( معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية )
-         فرويد : الوهم متغرع من رغبات إنسانية " توهم كريستوف كولومبس اكتشافه طريق بحرية جديدة للهند , توهم عرق بشري حضريا على الآخر... " فالوهم تصعيد لرغبات نفسية لا شعورية " مجاله نفسي". (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
4-   الاستلاب ( الاغتراب) :  acculturation :
-         لغة:  استلاب [ س, ل,ب] ( مصدر استلب ) : حاول استلاب أمواله : أي اختلاسها .يعيش حياة استلاب : حياة خضوع و استعباد بفعل ظروف اجتماعية, اقتصادية , أو فكرية , أو سياسية خارجة عن إرادته , استهواء , إغواء( قاموس المعاني . قاموس عربي عربي)
-         فلسفيا: هو عموما حالة من يكون ملكا لشيء آخر غيره. و يمكن تتبع مصادر فكرة الاستلاب أو الاغتراب إلى مفكري عصر التنوير بفرنسا (جون جاك روسو) و بألمانيا حيث كانت تعبر هذه الفكرة عن الاحتجاج ضد الصفة اللاإنسانية التي تتصف بها علاقات الملكية الخاصة. و لقد اتخذت هذه الفكرة بعدا مثاليا في القرن 19 مع هيجل (Hegel) اذ رأى أن العالم الموضعي يبدو "كروح مستلبة " وأن غرض التطور هو التغلب على هذا الاستلاب في عملية الادراك و الوعي . و قد نظر فويرباخ                 ( Feuerbach ( الى الدين على أنه استلاب للماهية الانسانية , كما اعتبر المثالية استلابا للعقل . و خصص ماركس (Marx) جانبا من أعماله لتحليل فكرة الاستلاب لا سيما في " المخطوطات الاقتصادية و الفلسفية" فانطلق من المبدأ القائل أن الاستلاب يميز التناقضات القائمة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع و ربط الاستلاب بالملكية الخاصة و بعلاقات الإنتاج القائمة على الاستغلال و على التقسيم المتطاحن للعمل. و عموما فالاستلاب عند ماركس هو أن يفقد الإنسان حريته و استقلاله الذاتي بتأثير الأسباب الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدينية و يصبح ملكا لغيره أو عبدا للأشياء المادية و أن تتصرف السلطات الحاكمة فيه تصرقها في السلع التجارية.
-         روجي غارودي  (R. Garaudy) : الاغتراب هو ازدواج النسان الذي خلق رموزا     ومؤسسات و لم يعد يتعرف عليها كنتاج نشاطه فأصبح يعتبرها مستقلة عن إنسانيته      وصعبة المنال .
-         جورج غسدورف (G. Gusdorf)  : أن  أخشى ما أخشاه هو الاستلاب الفكري الذي يترك سبيل العالم العيني و يجري وراء أوهام الخطاب .

5-   الحقيقةLa vérité:
 يمكن تعريف الحقيقة بمعنيين: معنى يدل على الموجود و الشيء و الموضوع و الكائن بإطلاق ويدل على الثابت فيه والأساسي والضروري , في مقابل المتغير فيه و غير الحقيقي و الباطل و المتوهم والظاهر والسراب. ومعنى يدل على توافق القول مع حقيقة الوجود , أو تطابق المعرفة مع موضوعها في مقابل الخطأ و الإبهام. و في لسان العرب تقال الحقيقة علة معان مختلفة فهي " ما يسير إليه حق الأمر و وجوبه" و ما يتصل بذلك من قولهم : " بلغ حقيقة الأمر أي يقين شأنه". وهي أيضا " خالص الأمر ومحضه        وكنهه" ( الموسوعة الفلسفية العربية ).
6-   الحكم المسبق :  préjuger :
الحكم المسبق هو آلية من آليات اشتغال اليومي.
الحكم المسبق هو حكم سابق لأوانه . حكم قبل التفكير و التثبيت ينتج عن التسرع أو العادة أو الكسل أو الجبن . لا تكونه الذات بل تجده جاهزا وهو يستند في الغالب إلى الرأي السائد . فالإنسان لا يفكر تفكيرا شخصيا حقيقيا إلا إذا ما وعى بحقيقة آرائه      وأحكامه ففي الغالب هذه الآراء ليست شخصية وإنما هي ناتجة عن تبني الرأي السائد   وأحكامنا في الغالب ليست سوى أحكام مسبقة متأتية من الغير أي نأخذ بها جاهزة دون ترو. وعندما نأخذ بالأحكام المسبقة لأنها تريحنا من مشقة الحكم بأنفسنا فإننا لا نفكر حقا بل نتوهم التفكير فنقع في الأخطاء و التبعية للغير.
-         عندما نكتفي بالأحكام المسبقة نشبه سجناء " الكهف" عند أفلاطون الذين يتعاملون مع ظلال ويظننون أنهم يرون حقائق ( أمثولة الكهف).
-         الأشخاص الذين يكتفون بالأحكام المسبقة و كما شبههم "ديكارت" بأنهم أناس قاصرين يتركون غيرهم يفكرون مكانهم وأن التفكير الذاتي الشخصي هو الخروج من حالة القصور التي هم عنها مسؤولون بسبب كسلهم وجبنهم إلى حالة الرشد.
-         تعود الأحكام المسبقة أساسا إلى فترة الطفولة حيث كنا لا نملك درجة كافية من الوعي تسمح لنا بالتمييز بين الأشياء:" تتمثل مأساة الإنسان في كونه يبدأ حياته طفلا." ( كانط)
-         الحكم المسبق هو  رأي أو شعور أو موقف يتشكل ويتم التعبير عنه من خلال المعرفة المباشرة للجماعة أو لفرد ولكنها معرفة قائمة على السطحية و الابتذال و على قوالب جامدة يتم مشاطرتها ضمن نطاق معين . و لذلك فإن أحد سمات الحكم المسبق هو مقاومته العنيدة للاختبار التجريبي و المعرفي و التعامل المباشر مع موضوعه. وهو يميل الى بلورة تصورات ثابتة تغدو معايير معتادة ومشتركة اجتماعيا في إدراك وتصوير فئات اجتماعية وأقليات معنية وبالتالي فإن الأحكام المسبقة يمكن أن تزيد أو تبرر التمييز والعنصرية "آناماريا ريفيرا"

7-   الرأي opinion  :
-         لغة : الرأي هو الاعتقاد – العقل- التدبير(ج) آراء . جاء في الأمثال: إن الرأي ليس بالتظني يضرب في الحث على النظر في عاقبة الأمور.( القاموس الجديد للطلاب).
-         فلسفيا: الرأى أو الظن هو الاعتقاد بصد قضية ما مع الشعور بأن الأسباب الموضوعية و الذاتية لهذا الاعتقاد غير كافية وليست مقنعة.
-         أما الرأي العام هو الاعتقاد الجماعي الذي تشترك فيه العامة وهو لا يوجد أن يكون أصحابه شاعرين بما فيه من خطأ وضعف.
-         "هيجل"  : عندما يستنجد الرأي السائد بالعاطفة التي هي مصدر إلهامه فهو يقطع مع كل الذين يخالفونه و يعلن أن ليس له ما يقوله لكل من لا يجد في نفسه تجاوبا معه إنه بعبارة أخرى يدوس برجليه جذور الإنسانية إذن من الطبيعة الإنسانية أن تدفع إلى التفاهم وأن لا تتحقق إلا ضمن مجموعة تتأسس على نحو إرادي بين ذوات واعية. ما هو لا إنساني ما هو حيواني , هو أن نقف عند حد الإحساس وأن لا نؤسس علاقة بالآخر إلا على أساسه. ( مقدمة لفينو مينولوجيا الروح 1966 ص 161 ).
-         أفلاطون: إنه "الرأي" أكثر غموضا من العلم و أكثر وضوحا من الجهل.
-         باسكال: القوة هي سيدة العالم و ليس الرأي بيد أن الرأي هو الذي يستخدم القوة و القوة هي المؤسسة للرأي.
-         نص " سلطة رأي الأغلبية" ل " بيار بايل"( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) : مصدر الرأي عند الكاتب هو الآخر عندما نثق به أما المصدر الثاني فهي الذات. في هذا النص لا يحمل الكاتب مسؤولية أخطاء رأي الأغلبية إلى الآخر فقط. بل يرجع ذلك أيضا إلى الكسل و السذاجة الذاتية في كل ما يقال. لهم الاستعدادات الكافية في تقديس الآخر وتحويله إلى عقيدة منزهة عن الخطأ.
يدعو الكاتب من خلال هذا النص الى عدم الاطمئنان إلى الآخر و تقديسه والتخلص من السذاجة والكسل هما السبيلان الأساسيان للنجاة من رأي الأغلبية.
8-   الخطأ Erreur :
-         لغة: يخطأ, خطأ الرجل : ارتكب الذنب و حاد عن الصواب. " القاموس الجديد للطلاب".
-         الخطأ هو أن نحكم على شيء ما بأنه باطل في حين أنه حق أو بأنه حق في حين أنه باطل . ويطلق الخطأ على الإثم والذنب  ( péché ;faute) , كما يطلق على ضد الصواب وضد العمد عندما نخطئ في القيام بما أردناه.
-         فلسفيا:
·       الخطأ لدى فرويد في نص " الوهم و الخطأ " ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) : الخطأ يتعلق بمواضيع قابلة للإدراك الحسي الخطأ يرتبط بمواضيع واقعية.
-         الخطأ يتعلق بمجال المعرفة ( العلم) . ويمكن أن يكون أيضا في المنهج ( طرق واقعية).
-         الخطأ مواطنه معلومة يمكن تصحيحه وتعديله( الخطأ مؤسس).
·       الخطأ لدى ديكارت ( معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية): " لدينا حرية مطلقة بها نستطيع الامتناع عن التصديق بالأمور المشكوك فيها , فنقي أنفسنا من الخطأ"
-         " من أين تنشأ الأخطاء ? إنها تنشأ من كون الارادة أوسع وأرحب من الذهن بحيث لا أحصرها في حدوده وإنما أسحبها على الأمور التي لا أدركها"
·       الخطأ عند جون جاك روسو : " إن الشرور التي تحصل للناس غنما تتأتى جميعها من الخطأ أكثر مما تتأتى من الجهل. "
·       الخطأ عند كانط : " يبقى السبب الرئيسي لجميع الأخطاء واحدا ولا ينبغي أن نبحث عنه في غير التأثير الخفي للإحساس في الذهن أو بعبارة أدق لا يتبغي أن نبحث عنه في غير الحكم.... إن ما يجعل الخطأ ممكنا هو إذن الظواهر التي تجعلنا ننظر الى " الذاتي" على أنه " موضوعي ".
9-   الإشهار : Publicité
·       الإشهار لغة: يعرفه الشيرازي على أنه المجاهر في حين أن بطرس البستاني قال أنه يعني النشر والإظهار هذا عند العرب بينما يعرفه قاموس "لاروس" الصادر عن دائرة المعارف الفرنسية على أنه : مجموعة الوسائل المستخدمة للتعريف بمنشأة تجارية أو صناعية واطراد منتاجاتها.
·       تعرف " الجمعية الأمريكية للتسويق " الإشهار بأنه شكل من أشكال تقديم الأفكار أو السلع أو الخدمات غير الشخصية والمدفوعة الأجر بواسطة معلن محدد و معروف.
·       أما " فيليب كوتلر" يعرف الإشهار أنه " شكل غير شخصي مدفوع القيمة لتقديم فكرة أو سلعة أو خدمة ويكون بواسطة جهة معلومة.
·       د. ويزمان "  نص مؤسسة الإشهار " ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب):
الإشهار يهدف إلى الزيادة في الإستهلاك كما يعمل على حث الناس من خلال الاعتماد على الجانب النفسي و الإجتماعي. حسب الكاتب في هذا النص الإشهار هو آلية توجه و تحفز على تكثيف الاستهلاك فهي آلية تجارية تهدف الى حث المواطنين على اقتناء السلع للزيادة في الربح الإشهار يتعلق بالبضائع و السلع ( المنتجات الاقتصادية) وهو الذي يتحكم في كل مشترياتنا اليومية وهو آلية من آليات اشتغال اليومي.
10-          الدعاية Propagande   :
·       دعاية: الدعاية هي الدعوة الى مذهب أو رأي سواء بالكتابة في الصحف أو على الإذاعة أو عن طريق الخطابة.( القاموس الجديد للطلاب).
·       يفهم المرء بشكل عام تحت مصطلح الدعاية التي يطلق عليها في اللغات الأروبية لفظ (بروباغندا) تلك الرسالة الموجهة و المعدة سلفا و بشكل مقصود من أجل التأثير على أفكار و أفعال الآخرين فردا أو جماعة وتوجههما نحو هدف مهدد وقد تكون المعلومات التي تتضمنها الرسالة صحيحة أو خاطئة . و لكنها في كل الأحوال تكون معلومات موجزة و مكثفة , ناقصة و غير شاملة. ويمكننا أن نرصد ذلك عندما تقدم الأحزاب أو بعض المنضمات السياسية نفسها.
·       الدعاية آلية سياسية هي جملة من الأقوال لاستمالة الجمهور لرأي ما أو لحزب ما أو لشخص ما كما أنها تصد الناس على رأي ما أو حزب ما أو شخص ما.
تؤثر على التوجهات السياسية.
تعتمد الدعاية على موارد علم النفس الاجتماعي : سبر الآراء, البحث حول العلاقات بين الايديولوجيات الظواهر العاطفية والانفعالية, تقنيات بسيكودرامية ثم تقنيات دينامية المجتمع.
11-         الاستهلاك consommation :
·       الاستهلاك هو استخدام سلع أو تلافها أو التمتع بخدمات و ذلك من أجل اشباع حاجات أو رغبات معينة. و يمكن النظر الى الاستهلاك على أنه الهدف أو الغاية الأساسية لكل النشاطات الاقتصادية. و للاستهلاك علاقة عضوية بالانتاج , فالاستهلاك يواجهة دائما إما بالسلع التي تنتج في ذلك الوقت و اما بالسلع التي أنتجت من قبل. و للاستهلاك دور أساسي في تركيب البنيان الاقتصادي وفي تحريك العجلة الاقتصادية إذ إن الاستثمارات وفرص العمل هما أمران متعلقان بحجم الطلب الكلي على السلع و الخدمات.
·       حسب تيودور آدرنو": هو القبول المكثف في اقتناء السلع حيث يروج له من خلال الإشهار يعتمد على التقنيات المعاصرة , وسائل الاعلام.
ثورة تكنولوجية و إعلامية. 
12-         العقلنة rationalité :
·       معنى كلمة عقلنة " في معجم المعاني الجامع- معجم عربي عربي" : نوع من الحماية اللا إدراكية التي يقوم بها العقل في حالة تعرضه للضغط أو القلق لمواجهة الخوف الشخصي أو المشاكل.
·       العقلنة مسار معرفي أخلاقي في مقاربة مشكلات الواقع الاجتماعي بتشعباته و تعقيداته و اتجاهاته المختلفة, وهو المسار الآمن التي تعتمده الأمم الحية التي تسعى الى التقدم و التنمية و حل المشاكل بعيدا عن الانفعال و التعصب والانجراف وراء الغرائز والأهواء." بقلم زهير فياض".

13-         الحشد Foule  :
·       معنى "حشد "في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي: حشد : فعل / الحشد من الرجال , من الأمكنة, المجموعة .
جماعة من الناس في مكان محدود نسبيا والجمع : حشود. وهو أوسع من الجماعة.
·       الحشد محدود في الزمان و المكان , مؤقت و نادر , يعاد تكوينه بنفس الشكل قد يكون أعضاؤه محددي الهوية يتقاسمون نفس الاهتمامات ولكن لا توجد بينهم بينية ولا تنظيم اجتماعي أو معنوي يربط بينهم , أعضاؤه متساوون ومدركون أن تجمعهم مؤقت أملاه الحدث العارض ويمكن أن يحقق هدفا ما  .
·       الحشد هو تجمع كبير للناس في موقف معين نحو هدف معين وفي مكان معين تختفي فيه صور الأفراد وينتج عنه سلوك مختلف عن السلوك العادي للأفراد.
يتكون : 1- يبدأ تكون الحشد بوقوع حادث مميز.
          2- يسيطر الحادث المثير على الأفراد ويخلق لديهم حالة توتر.
يتم التحكم فيه: 1- العقل الجمعي
                 2- الإيحاء
                 3- الاستقطاب ( عن طريق الخطب) : - شد الانتباه / إدخال عنصر الاثارة/استعمال تقنيات حديثة.
·       صفات المحتشد :
-         التطرف وسرعة التصديق.
-         التفكير المندفع والتعصب.
-         القابلية للاستقبال.
·       أنواع الحشود : الحشد العارض/ الحشد النظامي/الحشد الفاعل/الحشد المعبر.
14-     الجمهور le public  :
-         لغة : الجمهور من الناس : جلهم و أشرافهم- ومن الأشياء معضمها (ج) جماهير " القاموس الجديد للطلاب"
-         الجمهور : يخرج بإرادته من أجل قضية تشغله يكون أكثر حرية و لا يحركه أحد   وغير محدد الهوية , أعضاؤه مدركون أن تجمعهم دائم حتى الانتهاء من الحدث.
-         إن العملية الإعلامية ترتكز أساسا على أربع عناصر أساسية هي المرسل أو الذي يقوم بتوجيه عنصر الرسالة عن طريق الوسيلة الإعلامية (الصحيفة,الإذاعة,التلفاز, الأنترنات..)إلى المتلقي أو وهو ما يعرف بالجمهور أما العملية الاتصالية فيكون فيه بالإضافة   إلى عناصر العملية الإعلامية عنصر رجع الصدى حيث تنعكس فيه العملية الإعلامية فيصبح المتلقي مرسلا والمرسل متلقيا. فمن هذا المنطلق ومن المراحل التي تناولناها في تشكيل مفهوم الجمهور يمكن أن نقول بأن الجمهور هو ذلك المتلقي أو المتفاعل مع رسالة إعلامية مكتوبة أو مسموعة أو مرئية أو الكترونية تحتوي على أهداف سياسية واقتصادية واديولوجية.
·       أنواع الجمهور
-         الجمهور العام
-         الجمهور الخاص : جمهور مفترض/جمهور فعلي/جمهور معترض/ جمهور فعال.
15-     التعصب : Fanatisme :
-         لغة: تعصب,يتعصب,تعصبا لفلان و معه : مال إليه وقام بنصرته.
-         التعصب هو عدم قبول الحق عند ظهور الدليل . التعصب ظاهرة قديمة حديثة ترتبط بها العديد من المفاهيم كالتمييز العنصري والديني و الطائفي و الطبقي و لعلك استنتجت من دراستك للحروب و الصراعات التاريخية أن كثيرا منها كان سببه التعصب للدين أو للعروق أو اللون و مازالت هذه الظاهرة تتجدد باستمرار في عصرنا الحالي و تشكل آفة تدمر الشعوب. وقد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني عام 1981م إعلان خاص بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب و التمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقدات , وتعني أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس الدين أو المعتقد ويكون أثره تعطيل الاعتراف بحقوق الإنسان و الحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها على أساس من المساواة. " ويكيبيديا" .
16-         التسلية divertissement  :
-         لغة : تسلية , الجمع تسليات و تسال , مصدر سلى. / حاول تسلية الأطفال باللعب : إلهاءهم./ تسلية النفس: إدخال السرور على النفس و إبعاد الضيم عنها.
-         التسلية سعادة من لا يستطيعون التفكير " ألكسندر بوب".
-         إن الشيء الوحيد الذي يواسينا في شقائنا هو التسلية و الحال أنها أكبر شقائنا لأنها تمنعنا أساسا من التفكير في أنفسنا , وما يجعلنا نتيه دونما إحساس بذلك. ولولا التسلية لاستولى علينا السأم, و هذا السأم عينه هو الذي يدفعنا إلى البحث عن وسيلة أقوى للخروج من الشقاء ولكن التسلية إذ تلهينا تنتهي بنا إلى الموت دون أن نشعر. " بليز باسكال – التسلية ومقتضى التفكير-   
    ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) " .




مقتضيات التفكير :
الوعي بالمغالطات:
1-   الإدراك   Perception  :
-         لغة: الإدراك في اللغة هو اللحاق و الوصول, يقال أدرك الشيء , بلغ وقته و انتهى ,  وأدرك الثمر نضج , و أدرك الولد بلغ , وأدرك الشيء لحقه , أدرك المسألة علمها . " المعجم الفلسفي د.جميل صليبا 1982 ".
-         تصور الشيء الواقع و استحضاره بالحس و الإدراك و هو اتحاد الإحساس و الشعور باستقلالية الشيء المحسوس والقدرة على تمييزه من بين الأشياء الأخرى و تعريفه بالتسمية أو بالإشارة , و قد بحث العلماء النفسانيون هذه الظاهرة و أسسوا عليها نظريات نفسانية كاملة. " المفاهيم و الألفاظ في الفلسفة الحديثة ليوسف الصديق " .
2-   العقل Raison  :
-         العقل في اللغة هو الحجر و النهي , و قد سمي بذلك تشبيها بعقل الناقة لأنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل كما يمنع العقال الناقة من الشرود , و الجمهور يطلق العقل على 3 أوجه ( معيار العلم للغزالي ص 162)
الأول يرجع إلى وقار الإنسان و هيئته و يكون حده انه هيئة محدودة للإنسان في كلامه و اختياره و حركاته و سكناته. و الثاني يراد به ما يكتسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلية فيكون حده أنه معان مجتمعة في الذهن تكون مقدمات تستنبط بها الأغراض و المصالح. والثالث يراد به صحة الفطرة الأولى في الإنسان فيكون حده أنه قوة تدرك صفات الأشياء من حسنها و قبحها و كمالها ونقصانها. " المعجم الفلسفي د.جميل صليبا 1982 ".
-         العقل جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها , و هذا الجوهر ليس مركبا من قوة قابلة للفساد و إنما هو مجرد عن المادة في ذاته مقارن لها في فعله.
-         العقل قوة النفس التي بها يحصل تصور المعاني و تأليف القضايا و الأقيسة, فهو قوة تجديد تنتزع الصور من المادة , وتدرك المعاني الكلية.
-         إن العقل الإنساني يتصف بالوحدة والترابط وله القدرة على التعبير الدقيق وقد تخونه في بعض الأحيان الألفاظ التي يعبر بها عما يريد من أفكار.
-         اتصف العقل اليوناني بالنزعة الجمالية فتمسك بالقيم 3 : الحق,الجمال و الخير كما اتصف بالنظرة العقلية.
-         لا يعمل العقل في فراغ. يطبق العقل قوانينه المنطقية وهي قوانين الفكر الأساسية على تلك الخبرات ثم يختزن منها ما يشاء له أن يختزن في ذاكرته كي يستطيع ربط الأحداث و الخبرات معا وهي نتيجة منطقية طبيعية.
-         لا توجد معرفة تستغني عن العقل كما لا توجد معرفة بدون علاقات تربط بين الظواهر فتؤلف بين الأشياء و بين مبادئ العلم كما بين " كانط" و الفلسفة الفرنسية بصفة عامة. " كتاب مفهوم العقل في الفكر الفلسفي ل د.إبراهيم مصطفى إبراهيم".
-         العقل : العقل في  "لسان العرب" هو النهي , ضد الحمق. و الرجل العاقل هو الجامع لأمره و رأيه. وقد اخذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه. و قيل العاقل هو الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها. أما في اللغة الفرنسية فيعود مفهوم العقل Raison إلى الجذر اللاتيني Ratio  و معناه : عد و أحتسب و منه فكر و اعتقد . كما يفيد معنى النظام و القانون والعلم. ويشير مفهوم العقل بوجه عام إلى ملكة التفكير التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات ويعي بها أسباب حدوث الأشياء وحقائقها.   (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم)  
3-   التفكير Penser/ Entendement :
-         فكر في الأمر تفكيرا : أعمل العقل فيه , ورتب بعض ما يعلم ليصل به إلى المجهول  وفكر في المشكلة وأمعن الرؤية فيها ليصل إلى حلها و التفكير عند معظم الفلاسفة
-         عمل عقلي عام يشمل التصور والتذكر والتخيل و الحكم و التأمل ويطلق على كل نشاط عقلي , ومنه قول "ديكارت" : أنا أفكر إذا أنا موجود " ( الكوجيتو الديكارتي). " المعجم الفلسفي د.جميل صليبا 1982 "
-         لفظة فرنسية التركيب من فعل entendre  الذي كان له معنى " فهم " وتطور في الفرنسية الحديثة إلى معنى " سمع " إلا في بعض العبارات حيث احتفظ بدلالاته القديمة. والفلسفة الأوروبية الحديثة  تميز تمييزا واضحا بين العقل والتفكير فالعقل هو منطقة كل العمليات الذهنية سواء كانت حدسية , أو فكرية مجردة و هو أيضا محل المخيلة و التصورات بكل أنواعها بينما لا يختص التفكير إلا بالعمليات الذهنية التي تتناول المفاهيم و العلاقات. وهذا التمييز يحتل مكانة كبيرة الأهمية في فلسفة " كانط" وفلسفات القرن التاسع عشر التي تلت الكانطية فتجاوزتها انطلاقا منها . " المفاهيم   والألفاظ في الفلسفة الحديثة ل يوسف الصديق".
4-   المغالطة :
-         مصطلح منطقي يطلق على التدليل الذي يخالف مبادئ التفكير السليم. و قد قسم " أرسطو" المغالطات قسمين : أحدهما ينشأ من اللغة حين تستخدم ألفاظ مزدوجة المعنى و الآخر ينشأ عن خطأ في التفكير نفسه , كالمصادرة على المطلوب حين يفترض التسليم بما يطلب البرهنة عليه. و مغالطة الاستقراء تكون في أخطاء الإدراك الحسي   وأخطاء التعميم." الموسوعة العربية الميسرة 1965 ".
5-   السفسطة Sophisme :
-         هي قديما من علائم المهارة و سمات الشطارة , ابتكار متمهن .
أ – حجة صالحة في الظاهر , لكنها غير صحيحة في الحقيقة يجري التذرع بها لتوهيم الآخرين , أو يأخذ بها المرء بدافع من حب الذات و المصلحة أو الهوى.
ب-  حجة تنطلق من مقدمات صحيحة أو يعتقد أنها كذلك و تفضي إلى نتيجة لا يمكن قبولها و لا يمكنها أن تخدع أحدا لكنها تبدو مطابقة لقواعد الاستدلال الصورية و لا يدري المرء كيف يدحضها.
-         نقد : قام " بيرس" بتفريق المعنى الثاني تفريقا واضحا من المعنى الأول , في معجم " بالدوين الفلسفي " . إنه أقل تداول من الأول إلا أن تعابير مثل سفسطة السهم , مغالطة كومة القمح... , تدل تماما على وجوده. و هما المعنيان لا يرميان إلى التوهيم بقضية باطلة , بل يرميان فقط إلى توليد ارتباك منطقي أو نقيضه. هناك في استعمال كلمتي سفسطة وسفسطائية المستعملتين بهذا المعنى , فكرة غالبة قوامها أن استدلالات كهذه هي تجاوز للحق المتطابق فعلا مع القواعد المنطقية والذين تبين نتيجة أن هذه القواعد ليس لها حقل تطبيقي لا محدود." موسوعة لالاند الفلسفية".
6-   الخطابة la rhétorique  :
-         الخطابة هي علم البلاغة و ليس الغرض منها تعليم الكلام البليغ فحسب و لكن الغرض منها عرض الأفكار بأسلوب مقنع و لها عند الأدباء ثلاثة أقسام : الأول الاختراع و هو الكشف عن الأدلة و الثاني الترتيب و الثالث البيان وهو صياغة كل دليل من تلك الأدلة بكلام واضح بين و قد يضاف إلى هذه الأقسام قسم رابع , و هو حسن الإشارة و دقة الأداء وقسم خامس وهو الذاكرة.
-         هي فن البيان في العبارة و استمالة الآخرين في الحوار أي دفعهم لتبني رأي محدد.     وقد نشأت لدى الإغريق في القرن السادس قبل الميلاد عن طريق "Corax " و برع فيها تلامذته خاصة « Tisias » و      «  Gorgias »         
و تعهد أفلاطون في محاوراته بمراجعة أسسها وآلياتها إذ يعتبر أن الخطابة على النحو الذي يمارسه السفسطائيون فن مغالطة و ليست أداة للتعبير عن الحقيقة. و تعود الخطابة إلى وصول حقوقية حيث تأكدت الحاجة لدى الإغريق لوضع معايير محددة لفن المرافعة في المحاكم. و قد امتد وجود الخطابة إلى حدود الفكر الروماني إذ يعتبر شيشرون 43م-106م أحد أعلامها. بل أصبح بالإمكان الحديث اليوم عن خطابة جديدة تستمد مشروعيتها من الحاجة إلى الحوار و الاختلاف في الرأي والتنبيه إلى فنون المغالطة التي تقوم عليها الحضارة المعاصرة ويعود تأسيس هذه الخطابة الجديدة الى المفكرين   " لوسيا أولبرخت " (L.olbrechts-tyteca) و"شايم بارلمان " (Chaim.Perliman). (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم) 
7-   المنطق Logique  :
-         المنطق هو الكلام , قال تعالى : " و قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير" – علم يعصم الذهن من الخطأ في الفكر. " القاموس الجديد للطلاب".
-         عند " أرسطو" علم معياري يبحث في الشروط الصورية لصلاحية الاستدلالات بغض النظر عن المضمون من هنا تسميته بـ  " المنطق الصوري " Logique formelle)) . في ما بعد , أي منذ "ليبنتز" «  Leibniz »  ومع" هلبارت" « Hilbert »           و"رسل " « Russell » , أصبح المنطق رمزيا أي عوض اللغة العادية برموز رياضية. " مصطلحات الفلسفة في الباكالوريا – لطفي العربي- ".
8-   الاستدلال  Raisonnement :
-         الاستدلال في اللغة العربية طلب الدليل و في عرف الأصوليين و المتكلمين : النظر في الدليل , سواء كان استدلالا بالعلة على المعلول أو بالمعلول على العلة . وقد يخص الأول باسم التعليل و الثاني باسم الاستدلال. ولكن الأولى أن يطلق الاستدلال على إقامة الدليل , لا على النظر في الدليل لأن الدليل قول مؤلف من أقوال يلزم من تسليمها لذاتها قول آخر و ليس الاستدلال به النظر في الدليل وإنما هو إقامة الدليل . والاستدلال عند بعضهم هو انتقال الذهني من الأثر إلى المؤثر أو العكس , أو من أحد الآثرين إلى الآخر ( تعريفات الجرجاني)  .
-         الاستدلال مفهوم عام جدا يشمل كل عمليات البرهان على قضية ما انطلاقا من قضايا أخرى , بما في ذلك : الاستقراء والقياس. فانتقالنا مثلا من كون الحديد والنحاس والقصدير أجساما موصولة للحرارة إلى أن كل معدن ناقل للحرارة , يعتبر استدلالا بالاستقراء. أما في المنطق الصوري فيفهم بالاستدلال استخراج قضية من قضية أو أكثر بسبب معنى القضايا أو مبناها. (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم)
9-   القياس Syllogisme:
-         القياس: التقدير, يقال: قاس الشيء, إذا قدره. و يستعمل أيضا في التشبيه, أي في تشبيه الشيء بالشيء, يقال هذا قياس ذاك إذا كان بينهما تشابه.
و القياس اللغوي رد الشيء إلى نظيره و القياس الفقهي حمل فرع على أصله لعلة مشتركة بينهما. والقياس المنطقي : قول مؤلف من أقوال إذ أوضعت لزم عنها بذاتها لا بالعرض , قول آخر غيرها اضطرارا ( ابن سينا , النجاة ص 47 ). " المعجم الفلسفي د.جميل صليبا 1982. "
-         القياس هو استدلال يستنتج الفكر في نطاقه من مقدمة أولى تسمى الكبرى La prémisse majeure , و من مقدمة ثانية تسمى الصغرى  La prémisse mineure , قضية جديدة هي النتيجة. و تتضمن هذه القضايا الثلاث ثلاثة حدود هي الحد الأكبر والحد الأوسط و الحد الأصغر. و تتحد الفوارق بينها بحسب الما صدق لكل واحد منها أي ما يشمله من موضوعات تصدق عليها الصفة التي يحملها الحد.     وتحتوي المقدمة الكبرى على حدين هما الأوسط و الأكبر, أما المقدمة الصغرى فتحتوي على الحدين الأوسط والأصغر, في حين تحتوي النتيجة الحدين الأكبر والأصغر.
10-     الاستنتاج L’inférence :
-         الاستنتاج في اصطلاحنا هو استخراج النتائج من المقدمات وهو اصطلاح جديد لا نجده في كتب التعريفات و لا في معاجم الاصطلاحات القديمة , ولكننا نجد الفلاسفة القدماء قد استعملوه في كلامهم على القياسات البرهانية من دون أن يميزوا هذا الفعل الذهني عن صورة القياس. مثال ذلك قول ابن سينا :" المطلوب الضروري يستنتج في البرهان من الضروريات وفي غير البرهان قد يستنتج من غير الضروريات."  ( المعجم الفلسفي د.جميل صليبا 1892 ).
-         الاستنتاج هو عملية استدلالية من خلالها ينطلق الفكر من قضية أو قضايا تكون بمثابة المقدمات الكلية أو الجزئية ليستمد منها قضية جديدة هي النتيجة.          (كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم)
11-     المقولة Catégorie  :
-         المقولة هي المحمول , ووجه إطلاقها على المحمول كون المحمول في القضية مقولا على الموضوع و جمعها مقولات. وهي الأجناس العالية التي تحيط بجميع الموجودات , أو المحمولات الأساسية التي يمكن إسنادها غلى كل موضوع و عددها عند "أرسطو" عشرة:الجوهر/الإضافة/الكم/الكيف/المكان/الزمان/الوضع/الملك/الفعل/الإنفعال.        والمقولات عند " كانط" هي التصورات الكلية الأساسية التي يتضمنها العقل المحض وهي صورة قبلية للمعرفة تستنبط من طبيعة الحكم في مختلف صوره , و تمثل الجوانب الأساسية للتفكير النظري , أو الاستدلالي. " المعجم الفلسفي جميل صليبا 1982 "
-         في اللغة الفلسفية عموما المقولات هي المفاهيم و التصورات الواسعة التي تصنف تحتها الأفكار و الظواهر و نرجع إليها أحكام العقل.
-         بوترو « Boutroux » لا يعد وما نطلق عليه اسم المقولات الذهنية أن يكون سوى مجموع العادات التي حصل عليها الفكر أثناء استيعابه للظواهر إنه يكيفها لغاياته كما أنه يتكيف مع طبيعتها " معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية لجلال الدين سعيد ".
12-     المفهوم concept :
-         هو التصور العقلي العام و المجرد الذي يمكن من تمثل الواقع بنظام و على نحو يتجاوز خصائص الأشياء الجزئية و العينية وانطباعات الفرد الشخصية وهو يقيم بذلك علاقة غير مباشرة بين الإنسان و العالم تمكنه من أن يفكر في خصائص الأشياء الكلية        والمجردة و يتيح له أن يؤلف و يربط و يحكم. و للمفهوم بعدان : الخصائص المميزة له (compréhension) وألما صدق الذي يشمله لأي جملة الأشياء التي يصدق عليها المفهوم (Extension) , ويقدر المناطقة أن العلاقة بين هذين البعدين هي علاقة تناسب عكسي . ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب)
-         المفهوم و المعنى متحدان بالذات فإن كلا منهما هو الصورة الحاصلة في العقل أو عنده وهما مختلفان باعتبار القصد و الحصول فمن حيث إن الصورة مقصودة باللفظ سميت معنى و من حيث إنها حاصلة في العقل سميت بالمفهوم. " المعجم الفلسفي جميل صليبا 1982 " .
13-     المعنى : Le sens/La notion :
-         المعنى هو الصورة الذهنية التي يولدها في الذهن لفظ أو جملة أو رمز من الرموز     ويطلق المعنى على ما يقصد بالشيء , أو على ما يدل عليه القول أو الرمز أو الإشارة. والفرق بين المعنى و المفهوم أن المفهوم هو الصورة الذهنية التي يمكن أن يشير إليها لفظ ما أو لا يشير بينما المعنى هو الصورة الذهنية التي يشير إليها لفظ ما.
·       سارتر : يبرز المعنى التي تكتسبه الأغلال المكبلة للعبد على ضوء الغاية التي سيختارها : إما البقاء على هذا الوضع أو المخاطرة و الانعتاق و إنه لا وجه للمفارقة بين وضع العبد ووضع السيد إذ لا يكتسي كل واحد من هذين الوضعيتين معناه الخاص إلا بالنسبة إلى ذات الشخص الذي يعيش وضعا يختار فيه لأهدافه بكامل الحرية. " معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية لجلال الدين سعيد ".
14-     المفارقة  Le paradoxe :
-         تفيد المفارقة في دلالتها اللغوية الرأي الذي يتعارض مع إقرارات الحس المشترك      والقناعات السائدة.  ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب). 
-         ما يخالف البدا هات العامة و الآراء المقبولة عادة و يصدم الفكر فيثيره و يدفع به إلى الدرس و التثبت. " مصطلحات الفلسفة في الباكالوريا للطفي العرب".
-         المفارقة هي إقرار أمر يستفز الفكر و يخرج عن المعقول بل هو إقرار شيء يحتوي تناقض قصد إثبات فكرة معينة . مثل قولنا إننا لا نحكم الطبيعة و لا نسيطر عليها إلا بإطاعتها , أو إن الحرية هي ادراك الضرورة و ما إلى ذلك.
·       مورياس « J.Moréas » : " لا أعلم ما معنى المفارقة , أظن أنها الاسم الذي يطلقه الأغبياء على الحقيقة." 
15-     الحجاج Argumentation :
-         حجة   (Argument ) : أ/ استدلال يرمي إلى برهان قضية معينة أو دحضها.
-         ب/ لفظ محدد يمكنه الحلول محل متغير في دالة (fonction) منطقية أو اقتران رياضي. بالمعنى الأعم , وليس فقط بالمعنى اللفظي المتناسب بطبيعته مع الوظيفة المعينة."موسوعة لالاند الفلسفية".
-         أما من الناحية الفلسفية الحجاج هو ميزة الفكر النقدي الذي يفحص الأسئلة لينظر فيها تفترضه من مواقف مختلفة فيتخذ لنفسه موقفا محددا يسعى للدفاع عن مشروعيته بواسطة مقدمات تتميز بالوجاهة و الانسجام و الكفاية لإقناع الآخرين وهو في ذلك الدفاع يدخل في سجال مع المواقف المغايرة ليمتحن قيمتها إما بالاعتراض على ما قامت عليه من حجج أو بدحضها.
    ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب)
16-     الحجاج الباطل Raisonnement fallacieux:
-         إذا كان للاستدلال قواعد محددة تضمن صلاحيته , فإن ضبط تلك القواعد كان ضرورة لا مناص منها لحماية الفكر من خطر الانسياق نحو بناء استدلالاته بشكل مختل يحكم عليها بأن تكون باطلة. و هذه المهمة هي التي اضطلعت بها الفلسفة منذ بدايتها اليونانية مع الجدلية الأفلاطونية.و يفيد الحجاج الباطل في هذا الإطار خللا في بناء الاستدلال من جهة شكله المنطقي يجعل عملية الاستدلال فيه باطلة و غير مشروعة. و قد يكون في شكل مصادرة على المطلوب أو دور, أو مماثلة باطلة... فهذا الاستنتاج البسيط الذي يخلص من المقدمة كل "أ" هي "ب" إلى النتيجة : إذن كل "ب" هي "أ" هو قلب باطل من جهة شكله المنطقي بغض النظر عن مطابقة النتيجة للواقع , فالقول : كل عادل سعيد إذن كل سعيد هو عادل هو قول باطل و غير مشروع. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .  
17-         المعضلة : Dilemme/Aporie
-         إذا كانت النقيضة في السجل " الكانطي" شكلا من أشكال التناقض الزائف الذي يتورط فيه العقل عندما لا يلزم بشروط استعماله المشروع , فإن المعضلة على العكس من ذلك هي الوضع الإشكالي الذي يصطدم به العقل عندما يكون أمام مأزق لا يعثر على سبيل للخروج منه , فيمثل بالنسبة إليه مصدر حيرة مقضة تدفعه إلى البحث عن صيغة لمغادرته بالانفتاح على أفق جديدة للتفكير. ويمكن في هذا الإطار العودة إلى كتاب "التاريخ و الحقيقة " ل "بول ريكور " حيث أثار معضلة العلاقة بين الحقيقة و التاريخ فإن تمسك الفيلسوف بوحدة الحقيقة نفى تاريخيتها و وقع في الوثوقية , وغن هو تمسك بتاريخية الحقيقة نفى وحدتها ووقع في الريبية مما يقتضي التفكير في الحقيقة على نحو جديد و الانفتاح على المعنى. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).

18-         المشكل Problème   / شبه المشكل Pseudo problème  :
-         هي بالمعنى الحقيقي المهمة المقترحة من هنا صعوبة الحل مسألة بالمعنى الرياضي هي أحيانا موضع سجال.
-         أ : مهمة منطقية قوامها تحديد شيء بناء على الروابط التي يفترض قيامها بينه و بين أشياء معينة.
-         ب: تقال عموما على كل قضية خصوصا من الطراز النظري و كذلك من الطراز العلمي . " موسوعة لالاند الفلسفية".
-         إن الخصائص التي تمييز المشكل الحقيقي من حيث أنه ليس صعوبة جاهزة و إنما فعل إنشاء و بناء و من حيث أنه دال على تفاعل خلاق مع إطاره الاجتماعي و الفكري      ومن حيث أن الإجابة عنه ليست نهاية له و إنما منطلق لإعادة طرحه , هي ما يتيح امتحان ما هو مطروح من مشكلات في الحياة اليومية و فرز ما هو شبه مشكل عما يمثل مشكلا حقيقيا. عندئذ يتجلى "شبه المشكل" : هو
·       سؤال يقدم دون بناء نقدي عقلي يؤسس لمشروعية طرحه.
·       سؤال يطرح من داخل إحداثية فردية أو اجتماعية وثوقية مغلقة لا تتأصل في حركة التاريخ ولا تتواصل مع مستجدات الواقع والفكر .
·       سؤال يراهن على الإجابة و يتلاشى معها فلا يماك القدرة على توليد إمكانات جديدة لتجاوز ذاته نحو صياغة مشكلات مغايرة. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
19-         التعميم المتسرع La généralisation hâtive  :
-         هو ضرب من ضروب المغالطة في الاستدلال يقوم على الانطلاق من بعض الحالات التجريبية التي تمت ملاحظتها لبناء استقراء يقود نحو نتيجة كلية تعمم على جميع الحالات و الأفراد رغم أن الحالات التجريبية التي تمت ملاحظتها محدودة العدد من الناحية الكمية  و غير ممثلة من الناحية الكيفية و تقف هذه المغالطة وراء كل المركزيات الإقصائية العرقية والدينية والجنسية والطبقية والثقافية. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
اجرائيات التفكير :
1-   الأشكالية   Problématique :
-         سمة حكم أو قضية قد تكون صحيحة ( ربما تكون حقيقية) لكن يتحدث لا يؤكدها صراحة . " لالاند الفلسفية".
-         الإشكالية هي المسألة التي تثير فينا نتائجها الشكوك و تحمل على الارتياب ( الشك)    والمخاطرة و هي على وجه الخصوص القضية التي يمكن فيها الإقرار بالثبات أو بالنفي على حد سواء أو تحمل النفي و الإثبات معا.
2-   الأشكلة :
-         نقصد بها بكل بساطة أن تتمكن من طرح أسئلة بطريقة فلسفية , حوارية مفتوحة , ناتجة عن مفارقات مرتبطة بالمفهوم المعالج و بالتالي فإن البناء الإشكالي لا ينفصل عن معرفة المفهوم و مستويات توظيفه , تداولا ولغة وفي السياق الفلسفي غالبا ما يتم التعبير عن الإشكال بطريقة استفهامية تكشف عن الإحراج المطروح.
هنا نرجع إلى معطيات متعددة و متضافرة تكشف عن المفهوم , تنكشف في سياقات متعددة حسب الفلاسفة التي تم التطرق إليهم في سياق معالجة المفهوم. ضبط المفهوم إذن ضرورة أساسية ولتبسيط العملية يمكن الاستعانة بفهرس المصطلحات بالمقرر الدراسي , ثم اغناء هذه المعطيات من خلال الملاحظات التي يمكن الحصول عليها بمجهود بسيط.
3-   السؤال  question :
-         قديما : بحث , استطلاع, استكشاف . هذا المعنى لم يعد قائما في الفرنسية.
-         أ/ ما هو موضع نقاش , موضوع يجري تناوله . " نظام المسائل الفيزيائية ".
-         ب/ بنحو خاص : فعل لساني قوامه الإعلام إما بوظيفة العبارة و إما بمنطوق . من خلال الإشارة ( بالنبرة, بالشكل النحوي,أو بعلامة كتابة)إلى أن المطلوب من شخص ما , أما أن يكملها في الحالة الأولى و إما أن يؤكدها أو ينفيها. في الحالة الثانية : أن يضل مشكل ما يطرح و يعاد طرحه باستمرار فذلك لا يمثل ضمانة كافية لوجاهة طرحه و لا للحكم بأنه مشكل أصيل فقد لا تعود استمرارية طرحه إلا إلى الطابع العنيد لبعض الأوهام الاديولوجية التي يقترن بها طرح بعض المشاكل في علاقة بالمناخ الثقافي      والتاريخي الذي يشكل أرضية طرحها. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .
4-   النقد critique :
-         من " نقدت الدراهم و انتقدتها أي أخرجت منها الزيف " ( الصحاح) , البحث في الشروط التي تجعل البحث و التفكير ممكنين وقد أثبتت أعمال " كانط" هذه الكلمة حتى أن مذهبه الفكري صار يحمل اسم النقدية. و ميلاد هذه اللفظة كمفهوم مستقل نجده في التوطئة الأولى لكتاب " نقد العقل الخالص" حين يؤكد "كانط" أنه أطاح بالمعرفة ليترك المجال للإيمان و يقصد "بالمعرفة" التي أطاح بها " معرفة" المدرسين المحفوظة بالتواتر من زمن "أرسطو" والتي تؤكد حقائق ما ورائية كأنما وقع فيها بحث           وتمحيص و الأمر ليس كذلك. فالنقد قبل كل شيء هو اعتراف المفكر بمحدودية تفكيره  والقول بحصول هذا التفكير ضمن أطر تقييد عملياته و احترام هذه الحدود و القيود هو ضمان تنظيم الأفكار و إحكامها و نجاح التحقيق في كل المسائل ثم إن النقد هو التمييز بين العقل و التفكير فالأول يشمل الثاني و يشمل معه الحدس و المخيلة و الشعور و كل آليات المعرفة التي تتداخل في العقل أحيانا فيكون هذا التداخل صورا ومسائل في الذهن يطرحها ولا يجد لها أجوبة ثابتة يقينية و هذا ما حصل لكل الفلسفات القديمة التي لم تميز بين التفكير المقيد والعقل الطليق فضاعت في المتاهات الماورائية.        " المفاهيم والألفاظ في الفلسفة الحديثة ليوسف الصديق ".
5-   الدحض ( السفسطائي و الفلسفي) Réfutation:
-         هو استدلال يهدف إلى تقديم حجج على تهافت أطروحة ما على نحو لا تكتفي فيه بيان بعض الاعتراضات على قيمتها بل يذهب إلى رفضها نهائيا و إبطالها بشكل جذري.
" أرسطو نص: بين الاستدلال الحقيقي و الاستدلال الزائف. كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب."
-         الدحض السفسطائي هو الذي يوقع الشخص المدافع عن رأي ما في نزاع مع محاور يسعى إلى إيقاعه في الخطأ من خلال الأسئلة التي يطرحها عليه . و لا يحق للمخاطب طرح الأسئلة على محاوره بل عليه أن يجيب بنعم أو لا وعندما تطرح عليه إحدى الخيارات في اتخاذ رأي ما عليه أن يرجع إحداها و لا يحق له أيضا أن يناقش مدى وجاهة الأسئلة المطروحة علية و لا الخيارات المقدمة له. و لا يعني هذا النمط من أنماط الدحض بمسألة الحقيقة. أما الدحض الفلسفي فليس رفضا قاطعا ولا تقويضا جذريا لآراء بل هو تفنيد يهدف إلى تطهير الفكر من الأحكام أو المعارف المغلوطة أي إلى إدراك الحقيقة وتأسيسها بشكل استدلالي و إقناع الآخرين بها.   يقول "أفلاطون " في محاورة "غورجياس" : " أنا واحد من أولئك الذين يريدون أن يدحضوا إن قلت أي شيء غير حقيقي وأريد أن أدحض أي رجا آخر يقول ما ليس حقا ... لأني لا أتصور شرا يستطيع أن يتحمله إنسان أعظم من رأي فاسد " . ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم)
6-   التعريف  Définition : / الحد
-         هو الإحاطة بمميزات الشيء و الفوارق التي تحد بينه و بين الأشياء الأخرى المخالفة أو المتشابهة أو المناقضة. تحتل اللفظة مكانة هامة عند بعض الديكارتيين كسبينوزا     ولايبنيتز: "كل حد نفي" (سبينوزا)إذن فلا يمكن عندهم الإحاطة بطبيعة الله من خلال الحدود و التعريفات. المفاهيم و الألفاظ في الفلسفة الحديثة " يوسف الصديق".
7-   التأسيس Fondation :
-         أثبت " كانط " أنه لا يمكن أن نتحدث عن تفلسف يطمح إلى إرساء معرفة علمية دون أن نتحدث في نفس الوقت عن النقدكميزة أساسية من ميزات هذا التفلسف. والنقد عند كانط ليس نقدا للمعارف و للواقع بقدر ما هو فحص للشروط الذاتية للمعرفة..........
8-   البرهنة démonstration  :
-         كل برهان هو استنتاج يهدف الى إثيات لزومه أو نتيجته استنادا إلى مقدمات معترف بها أو مسلم بها على أنها صحيحة. " لالاند الفلسفية"
-         أما البرهنة فيعرفها "لالاند" في معجمه الفلسفي بأنها " استنتاج غرضه إثبات صحة نتيجة اعتمادا على مقدمات معترف بصدقها أو مسلم بصحتها." و تتمثل عملية البرهنة في التمشي العقلي الذي تستدل به على صدق حكم أو قضية و تسمى الاستدلالات التي يبنى عليها البرهان براهين, وهذا ما يكشف عن العلاقة الوثيقة القائمة بين "البرهان"    و"الاستدلال" و هذه العلاقة تستوثق مع نشأة العلوم التجريبية حيث سيقع التأكيد على ضرورة ربط عملية إنتاج الحقائق العلمية بالبرهنة في صياغتها الرياضية والتجريبية التحقيقية واستبعاد كل الوسائل الأخرى . و هكذا فإن ما يميز "البرهان" عن "الحجة" هو أن البرهان يظل ضروريا وكونيا وغير قابل للنقاش في حين تتميز الحجة بقابليتها للدحض و النقاش. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .
إيتيقا التفكير :
1-   التعقل intellection
-         يعرفه الفارابي بأنه : " القدرة على جودة الروية و استنباط الأشياء التي هي أجود      وأصلح ليحصل بها الإنسان خيرا عظيما في الحقيقة و غاية شريفة فاضلة" بحيث يرتبط هذا المفهوم بالمجال الأخلاقي و السياسي و الديني و الاجتماعي و يتحدد كفضيلة من فضائل العقل العلمي تقوم على تدبر العيش بحسب مقتضيات العقل بينما يتحدد العلم كفضيلة من فضائل العقل النظري. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم).
2-   الحوارdialogue :
-         الحوار لغة هو المجاورة و مبادلة الأسئلة و الأجوبة في الكلام. أما في المعنى العام فهو النقاش الذي يدور بين طرفين أو أكثر وهو شكل من أشكال التواصل و التخاطب المشترك يقوم على تبادل الآراء و الحجج لتحقيق التفاهم و الاتفاق. و هذه الوظيفة تبرز البعد ألعلائقي للحوار لكن هذه العلاقة ذات مستويات فقد تكون بين ذاتية و قد تشمل الحضارات حينما نتحدث عن حوار الحضارات.
-         و الحوار عند"أفلاطون" لا يمثل مجرد نقاش أي حديث عرضي و جانبي يتضمن سجالا و خصاما. بل إنه شرط التفكير و نشاط الفكر ذاته في علاقته بالتفلسف و بحثه الدءوب عن الحقيقة. ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
3-   الجدل dialectique :
-         الجدال في اصطلاح المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات مشهورة أو مسلمة و الغرض منه إلزام الخصم و إفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان (تعريفات الجرجاني) فإن كان الجدلي سائلا معترضا كان الغرض من الجدل إلزام الخصم و إسكاته و إن كان صحيحا حافظا للرأي كان الغرض منه أن لا يصير ملزما من الخصم.و الجدل في الأصل فن الحوار و المناقشة.قال "أفلاطون" : الجدلي هو الذي يحسن السؤال و الجواب.(كراتيل ص 390) و الغرض منه الإرتقاء من تصور إلى تصور و من قول إلى قول. للوصول إلى أعم التصورات و أعلى المبادئ . وهذا الذي ذهب إليه "أفلاطون" كان "سقراك" قد قرره قبله فزعم أن العلم لا يعلم و لا يدون في الكتب بل يكشف بطريقة الحوار فلا يمكنك أن تلزم الخصم بنتيجة القياس إلا إذا استخرجتها من مبدأ مسلم به عنده و لا يمكنك أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام من دون أن تتيقن أن الخصم يتبعك."جميل صليبا"
-         جادل جدالا و مجادلة خاصم فالجدل في اللغة هو شدة الخصومة أو المهارة في الخصومة أما الجدلية فهي عند "سقراط" استخدام فن الحوار أي طريقة التوليد القائمة على المناقشة و تبادل الأسئلة و الأجوبة أما لدى "أفلاطون" فالجدلية هي مجموع العمليات التي ينمو العقل بواسطتها لإدراك الحقائق الفلسفية                                ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
4-   التواصل communication :
-         التواصل مسألة عملية قبل أن يكون موضوعا للتساؤل الفلسفي أو الإنجاز العلمي. فأنل أعيش مع غيري و أتألم بمحضره وهو بدوره يعيش معي و يتألم أمام أنظاري و يبحث كل واحد منا عن الخروج من جوانيته المطلقة و التعبير عن ألمه. فهل النظرة وحدها تكفي أم لا بد من الحركة’ أم أن اللغة هي الكفيلة بذلك? لقد اقترنت نشأة مشكلة التواصل بنشأة الذاتية مع "ديكارت" حيث استدعت وحدة الذات النظر في أسس التواصل باعتباره يطرح قضية أخطر و أعمق هي قضية الاعتراف بالغير بوجه خاص و بالعالم الخارجي بوجه عام. ومهما تنوعت الطرق التي طرح بها هذا المشكل فإن الحل الفلسفي يفضي في أغلب الأحيان إلى إثبات وجود ضرب من التواصل بين الضمائر إلا أن ما يبقى محل تساؤل دائم إنما هو السر الذي يجعل هذا التواصل ممكنا و هكذا فقد أولى"ديكارت" اللغة دورا أداتيا باعتبارها تسمح بتحقيق أمر يتجاوزها من حيث القيمة و الأهمية ألا وهو التبادل و التواصل وهذا يعني أن اللغة في نظر ديكارت لا تغدو أن تكون مجرد أن تكون مجرد ظاهرة نستنتج من خلالها وجود الوعي و الشعور لدى الآخرين و ليس التواصل مجرد علاقة بين إنسان و آخر تتجلى من خلاله إنسانية الإنسان بل هو أيضا تبادل بين المجموعات المختلفة عن طريق أجهزة متفاوتة التعقيد. فكل تواصل يفترض منبعا باثا للرسالة حسب رموز معينة و قناة بث لهذه الرسالة و جهازا يتقبل الرسالة و يفك رموزها . إذن لابد أن تتوفر لدى المتواصلين أي بين المرسل و المرسل إليه , وسائل إعلام تتمثل في أجهزة البث و قنوات البث ووسائل تلقي البث. ويمكن على هذا الاعتبار دراسة شبكات التواصل و تأثيرها على الرسائل المبثوثة بالنظر إلى الدور الذي قد يلعبه الباث أو قناة البث . " معجم المصطلحات      والشواهد الفلسفية لجلال الدين سعيد".
5-   الإيتيقا L’éthique :
-         الإيتيقا تعرف بكونها جملة المبادئ المحددة للكيفية الجيدة للحياة في إطار التعامل مع الآخرين بحيث تتميز الإيتيقا بطابعها النظري و اهتماماتها الموجهة نحو التأسيس للكيفية التي نسلك وفقها و نشكل ذواتنا في ضوئها. و يرجع العديد من الباحثين ظهور الإيتيقا إلى النزعة الرواقية بينما يجدرها البعض في الفلسفة السبينوزية التي نظرت لقيام اتيقا تبحث في علاقة الإنسان بالإنسان وبالطبيعة و بالسلطة ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .
-         هو علم موضوعه الحكم التقويمي القائم على التمييز بين الخيرو الشر . "لالاند "
6-   الأخلاق Morale :
-         تعرف الأخلاق بكونها مجمل القواعد السلوكية و الأوامر المقبولة و المسلم بها في عصر ما و لدى مجموعة بشرية محددة و هي أيضا الجهد الساعي إلى وضع المبادئ  والقيم الأخلاقية موضع تطبيق بحيث تتميز الأخلاق بطابعها العملي الموجه نحو الممارسات والقواعد المحددة للسلوكيات في بعديها الاجتماعي و الثقافي .                  ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .

تجربة الالتزام :
1-   الالتزام  engagement  :
-         الالتزام : يلاحظ لالاند في معجمه النقدي أن الالتزام مفهوم تبلور في الأدبيات الفلسفية المعاصرة. فالفكر الملتزم هو الفكر الذي يتعامل بجدية مع استتباعاته الأخلاقية         والاجتماعية. ومن ثمة فإن الفكر الملتزم هو الفكر الواعي بضرورة الوفاء لمشروع إنساني محدد المبادئ. و هذه الدلالة تنطبق على طبيعة الفكر الفلسفي الذي يظهر دوما في وضع مشكلي على حد عبارة " باسكال". ضمن هذا الإطار يكون الالتزام مضادا لتعالي الفكر و هذا المعنى الأخير هو ما أحال عليه " لادريال" (Jean Ladiére )  في مقاله عن الالتزام بالموسوعة العالمية " Encycolopédia universalis " حيث يبرز التعارض بينه و بين اللا مبالاة كما يؤكد قيامه على مرتكزات ثلاثة هي الانخراط      والمسؤولية و التطلع إلى المستقبل في مقابل التحصن باللا مبالاة و العزلة و عدم المشاركة. فالإنسان الملتزم بقضية يشعر أنه معني بها فتعكس مواقفه انخراطا في مجريات الأحداث يترجم في أفعال تضفي على وجوده معنى قد يلتقي بتطلعات الإنسانية جمعاء. و بهذا المعنى يكون الالتزام أسلوب حياة يكشف اهتماما بالأحداث و تواصلا مع الذات و مع الآخرين . ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
2-   المسؤولية Responsabilité :
-         لفظ مشتق في لسان العرب من سأل يسأل فهو سائل و مسؤول و المسؤول هو المضطلع بأفعاله اضطلاعا حرا و لذلك فهو مسؤول عنها متحمل لتبعاتها و يشير اللفظ اشتقاقيا و في اللغة اللاتينية إلى نفس الشيء تقريبا " تحمل المرء لمسؤولية ما يأتيه من أفعال."لسان العرب"
-         يحيل الفظ في الاصطلاح الأول إلى التوفر على نصيب من النضج النفسي المتمثل في ملكة الحكم و في اتخاذ قرارات معقولة ومقبولة و ذلك هو أساس المسؤولية القانونية و هي بالإضافة إلى ذلك تكليف أو عبء نتحمله. و تجدر الإشارة إلى أن مفهوم المسؤولية عرف أكثر من صياغة فلسفية و ذلك تبعا للإشكاليات التي تنزل ضمنها في تاريخ الفلسفة من ذلك ارتباطه في فلسفة "سارتر" بدلالة الحرية كأساس أنطلوجي و في ذلك كتب "سارتر" : " لا يوجد المرء أولا ليكون بعد ذلك حرا و إنما هو حر و مسؤول منذ أن يكون ... إنه مسؤول عن وجوده" ضمن هذا الاعتبار الوجودي يصنع الإنسان أسلوبه في الحياة و هو ما يؤهله لأن يكون مسؤولا مسؤولية مطلقة عن أفعاله مما يشعره بثقل المهمة و بالقلق" إن لا مسؤولية إلا هي مصحوبة بالشعور بالقلق" كما أكد "سارتر" . ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب) .
3 - الحرية La liberté :
-         أ/ حالة الكائن الذي لا يعاني إكراها , الذي يتصرف طبقا لمشيئته و لطبيعته . " عندما يقع جسم , تتجلى حريته في مسارها بمقتضى طبيعتها نحو مركز الأرض بسرعة متناسبة مع الزمن. اللهم إذا لم يتدخل سائل ما ليعدل من فطرتها (سقطة حرة). كذلك في كل نظام حيوي يقال على كل وظيفة ,نباتية أو حيوية إنها حرة إذا أدت دورها وفقا للقوانين المطابقة لها دون أي أي مانع خارجي أو داخلي.
-         ب/ عندما يتعلق الأمر بهذه الحرية الخاصة أو ب " الحريات" في صيغة الجمع لا يكون هناك سوى تطبيق اجتماعي مفروض على الفرد.بهذا المعنى يكون المرء حرا في أن يفعل كل ما لا يمنعه القانون. حرا في أن يرفض القيام بكل ما لا يأمره بفعله." إن تبادل الأفكار و الآراء الحر هو حق من أثمن حقوق الإنسان و من ثم يمكن لكل مواطن أن يتكلم و يكتب و يطبع بكل حرية ما عدا الانقياد وراء تجاوز هذه الحرية في الحالات التي يحددها القانون" (اعلان حقوق الإنسان 1789).
-         إن الحريات السياسية هي الحقوق المعترف بها للفرد بحيث إن هذه الحقوق تحد من سلطة الحكومة : حرية الوعي, الحرية الفردية , حرية الإجتماع, وجود دستور, حكم ذاتي, ممارسة الممثلين المنتخبين للسلطة...
-         ج/ بالضد عندما تؤخذ الكلمة حرية بمعنى مطلق تعطى عموما قيمة تقديرية. عندها لا تدل هذه الكلمة فقط على درجة الاستقلال الرفيعة نسبيا التي يملكها الفرد تجاه الزمرة الاجتماعية التي ينتمي إليها, بل تدل أيضا على الدرجة الاستقلالية التي تعتبر درجة سوية ومنشودة و تعتبر مكونة حقا و قيمة أخلاقية. "لالاند الفلسفية".  
-         "ديكارت" : " تتمثل عظمة الحرية في السهولة الكبيرة التي نجدها في اختيار أفعالنا, أو في استعمالنا لتلك القدرة على توخي الأسوأ مع أننا ندرك الأفضل".
-         "هوبس"(hobbes ) : الحرية هي صمت القوانين.
-         "كانط" (kant)  : أعني بالحرية حسب المعنى الكوسومولوجي للكلمة قدرة المرء على أن يشرع بذاته في حالة لا تخضع عليتها بدورها وفق قانون الطبيعة إلى حلة أخرى تحددها من حيث الزمن" (معجم المصطلحات و الشواهد الفلسفية لجلال الدين سعيد).
4-   الشجاعة  courage:
-         لفظ  courage مشتق من اللفظ اللاتيني (cor) و يعني القلب و الشجاعة لغة هي الجرأة والإقدام و شدة القلب عند البأس, والشجاع هو الذي يقدم على الخطر دون خوف وهو الذي يصبر على الألم دون شكوى.
-         فلسفيا: تمثل الشجاعة عند "أفلاطون" قيمة و فضيلة من الفضائل الأصلية. و التي هي الشجاعة والحصافة  والعدالة. وهي فضيلة القوة الغضبية و تأتي في المرتبة الثانية بعد الحصافة و يشير "أرسطو" إلى أنها وسط بين التهور و الجبن. و لقد شحن معنى الشجاعة بمضامين عديدة كما وقع ربطها بمختلف مجالات الوجود الإنساني             وبمقتضيات الإلتزام النظري و العملي الفردي و الجماعي , وهو ما نعاينه لدى الفيلسوف الفرنسي " آلان" الذي يعتبر الشجاعة فضيلة تقترن بالإرادة العاقلة و مقاومة الميول كما يتفرد بها الإنسان دون الحيوان " فالحيوانات لا تعوزها القوة و لا الغضب  و إنما تعوزها الشجاعة." ( كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب).
5-   الإديولوجيا L’idéologie :
-         نوع من البحث جاء به بعض المفكرين في القرن 18 في أروبا ك دستوت دي تراسي    وكاباينس. وانطلق هؤلاء المفكرين من أعمال الفيلسوف كوندياك و الطبيب لانتري للقول بأن الأفكار والتصورات الذهنية تنشأ عن عوامل فيزيولوجية ميكانية و ليست ذات منشأ مفارق.
-         كل النظم الفكرية التي تحدد و تصنف بالتنسيق و الربط بين الأفكار و التصورات دون الواقع الحي و في هذا المعنى انتشرت الكلمة بعد أعمال ماركس وأنجز حيث يربط هذان المفكران الإنتاج الاديولوجي بتحديد هذا السبب الرئيسي في هذا الإنتاج الفكري الذي يكون عندئذ الثوب أو الزينة الخارجية للواقع الذي حددها. " المفاهيم و الألفاظ في الفلسفة الحديثة ليوسف الصديق ".
-         عرفت دلالة الإديولوجيا مع كارل ماركس تحولا جوهريا جعل منها مفهوما محوريا في الفكر الحديث يقترن بدلالة الوعي الوهمي الزائف و بظاهرة التفكير الجماعي المنبثق عن المصالح الطبقية.
-         لفظ الإديولوجيا من حيث الأصل الاشتقاقي مركب من مقطعين هما : إيديا idéa وتعني فكرة و لوغوس logos وتعني علم والكلمة في مجموعها تعني علم الأفكار.

6-   المثقف cultivé  :
-         في لسان العرب ثقف و ثقف تعني حاذق فهم و يبين ابن منظور أن معنى ثقف تعني جدد و سوى.
-         في الصحاح في اللغة: ثقف الرجل ثقفا و ثقافة أي صار حاذقا حفيفا فهو ثقف.
-         في الوسيط : ثقفا و ثقفا : صار حاذقا و ثقفه كسمعه: أخذه أو ظفر به أو أدركه. في الوسيط يربط بين العلوم والمعارف والفنون التي يطلب فيها حذق و فهم إضافة إلى وصفها في معجم الوسيط بأنها كلمة محدثة في اللغة العربية.
-         مفهوم المثقف في الماركسية : لقد اقتبست الماركسية مفهوم المثقف من خلال التعريف الأرسطي له و هو العالم بالكليات إلا أنها أضافت بعدا وظيفيا له. فالمثقف لدى الماركسية هو الإنسان الذي يأخذ دور المراقب كسلطة أخري تراقب عمل الدولة         ومؤسساتها. وبهذا المعنى نفهم مقولة الفيلسوف الماركسي الإيطالي غرامشي " كل الناس مثقفون".
-         المثقف هو الذي يضع نظرة شاملة لتغيير المجتمع
-         المثقف هو الذي يعمل لصالح القطاعات العريضة في المجتمع
-         المثقف يتميز بأن لديه القدرة على النقد الاجتماعي و العلمي.
-         جان بول سارتر: " المثقف إنسان يتدخل ويدس أنفه فيما لا يعنيه."